الرجال من المريخ والنساء من الزهرة ~ د.جون غراي

    دونها: السعيد بوحملة التصنيف: »

    الرجال من المريخ والنساء من الزهرة ~ مدونة أفنان


    هذا الكتاب رائع بأتم معنى الكلمة، وأنصح به كل من هو مقبل على الزواج، لبدأ علاقة زوجية متوافقة لأبعد الحدود، وحتى أولئك الذين يعانون من الفتور والبرود العاطفي بعد زواجهم، وليس لديهم تفسير محدد لما أصبح الجو الكئيب يسيطر على العلاقة الزوجية؟، فهذا الكتاب يجيب على الكثير من التساؤلات، ويزيل الكثير من الابهام والغموض عن تصرفات الأزواج.
    ثم إن مجرد عنوان الكتاب موحي للغاية، فهو يريد القول أن الاختلاف بين الرجل والمرأة ليس فقط من الناحية الفيزيولوجية، بل حتى النفسية والعاطفية، والاعتقاد بعكس هذا هو السبب في الكثير من المشكلات، إذ أننا نتوقع من شركائنا أن تكون لهم نفس ردود الفعل والعواطف التي لدينا...



    اقتباساتي من الكتاب:



    ملايين الأفراد يبحثون كل يوم عن شريك لمعايشة ذلك الشعور الجذاب المتميز... والملايين من الأزواج يرتبطون كل سنة بالحب وبعد ذلك ينفصلون بشكل مؤلم لأنهم فقدوا ذلك الشعور الجذاب ... ومن بين أؤلئك الذين تمكنوا من الإبقاء على الحب...يبقى 50% فقط متزوجون...ومن بين الذين يبقون مع بعضهم هناك احتمال أن نسبة 50% أخرى منهم غير مشبّعين لكنهم يبقون مع بعضهم نتيجة للولاء والالتزام أو نتيجة الخوف من البدء من جديد.
    القليل جدا من الناس حقا قادرون على أن يكبروا في حب ومع ذلك فهو يحدث حقا عندما يكون الرجال والنساء قادرين على أن يحترموا ويقبلوا اختلافاتهم عندئذٍ تكون الفرصة سانحة ليزهر الحب.

    أكثر شكوى تعبر عنها النساء من الرجال مفادها أن الرجال لا يستمعون...! فإما أن يتجاهلها الرجل كليا عندما تتكلم أو ينصت إليها لثوان معدودة...ويقيّم ما يزعجها، ثم يضع بتفاخر قبعة الخبير ويقدم لها حلا ليجعلها تشعر بتحسن ...إنه يضطرب عندما لا تقدّر إيماءة الحب هذه حق قدرها!.. ومهما كررت إخباره بأنه لا ينصت فإنه لا يستوعب ذلك ويستمر في القيام بنفس الفعل ...إنها تريد التعاطف وهو يظن أنها تريد حلولا...!!!
    وأكثر شكوى يعبر عنها الرجال من النساء هي أن النساء يحاولن دائما أن يغيرونهم.
    عندما تحب امرأة رجلا تشعر أنها مسؤولة عن معاونته ليتطور وتحاول مساعدته لتحسين طريقة عمله للأشياء فهي تقوم بتشكيل لجنة تحسين البيت...! ويصبح شغلها الشاغل، ومهما قاوم مساعدتها فإنها تصبر منتظرة أي فرصة لمساعدته أو لإخباره ما يفعل ...إنها تعتقد أنها تنميه بينما هو يشعر هو أنه متحكم فيه...!!!ويريد منها بدلا من ذلك أن تتقبله...

    أن تقدم للرجل نصيحة دون التماس يعني أن تفترض أنه لا يعرف ماذا يفعل أو أنه لا يستطيع القيام به بنفسه والرجال حساسون لهذا الأمر، لأن مسألة المقدرة مهمة جدا بالنسبة لهم.
    ولأنه يعالج مشكلاته بنفسه نادرا ما يتحدث أحد أهل المريخ عن مشكلاته إلا إذا احتاج إلى نصيحة خبير ويعلل ذلك قائلا:" لماذا أشرك شخصا آخر بينما أنا قادر على القيام بذلك بنفسي؟
    إنه يحتفظ بمشكلاته لنفسه إلا إذا كان يحتاج إلى مساعدة شخص آخر للوصول إلى حل. فطلب المعونة وأنت قادر على القيام بذلك بنفسك تفهم على أنها علامة ضعف.

    عندما تتحدث المرأة عن مشكلاتها، وعندما تبوح المرأة ببراءة بمشاعر ضيق أو تفكر في مشكلاتها اليومية بصوت مرتفع يفترض الرجل خطأً أنها تبحث عن شيء من نصح خبير ويقوم بوضع قبعة الخبير ويبدأ بإسداء النصائح، هذا هو أسلوبه في إظهار حبه ومحاولته المساعدة.
    إنه يريد مساعدتها لتشعر بتحسن عن طريق حل مشكلاتها إنه يريد أن يكون ذا نفع بالنسبة إليها إنه يشعر بأنه سيُقدَّر حق قدره وبالتالي يكون مستحقا لحبها عندما تستعمل مقدراته لحل مشكلاتها.
    لكن بمجرد أن يقدم حلا وتستمر هي في ضيقها يصبح استماعه أكثر صعوبة لأن حله قد رُفض ويشعر باضطراد بأنه غير ذا نفع. إنه ليس لديه فكرة عن أنه باستماعه بتعاطف واهتمام فقط يمكنه أن يكون تدعيميا.

    وعندما تحاول امرأة تحسين رجل فإنه يشعر بأنها تحاول إصلاحه إنه يستقبل رسالة مفادها أنه قد تعطل، إنها لا تدرك أن محاولات العناية به يمكن أن تهينه ...إنها تعتقد خطأ أنها تساعده على النمو فقط.

    على سبيل المثال كان توم وماري ذاهبان إلى حفلة كان توم يقود السيارة وبعد نحو عشرين دقيقة من الدوران في نفس المنطقة كان واضحا لماري أن توم قد تاه واقترحت في النهاية أن يتصل طلبا للمساعدة أصبح توم صامتا جدا لقد وصلوا أخيرا إلى الحفلة ولكن منذ تلك اللحظة استمر التوتر طول المساء لم يكن لدى ماري أدنى فكرة لماذا كان متضايقا ؟!
    من ناحيتها كانت تقول"أنا أحبك وأهتم بك لذا فأنا أقدم هذه المساعدة"
    أما من ناحيته فهو يشعر أنه مجروح والذي سمعه كان "لا أثر بأنك ستوصلنا إلى هناك أنت عاجز".

    عموما حينما تقدم امرأة نصيحة دون أن يطلب منها ذلك أو تحاول "مساعدة" رجل فإنها لا تدري كم تبدو انتقادية وغير ودودة وعلى الرغم من أن نيتها هي التعبير عن الحب إلا أن اقتراحها يضايقه ويجرحه. ورد فعله يمكن أن يكون عنيفا خاصة إذا كان ُينتقد في طفولته أو مرّ بخبرة كان فيها أباه يتعرض للنقد من أمه.

    يحاول الرجل أن يغير مشاعر المرأة عندما تكون متضايقة بأن يصبح هو السيد الخبير ويقدم حلولا لمشكلاتها تؤدي إلى إبطال مشاعرها.
    تحاول المرأة أن تغير سلوك الرجل عندما يرتكب أخطاءً بأن تصبح هي لجنة تحسين البيت وتقدم نصحا وانتقادا دون سابق طلب.

    إن أحد أعظم الفروق بين الرجال والنساء هي طريقة تعايشهم مع الضغوط يصبح الرجال أكثر تركيزا وانسحابا بينما تصبح النساء مثقلات مشوشات عاطفيا.
    في هذه الأوقات تكون حاجات الرجال للشعور بتحسن مختلفة عن حاجات النساء فهو يشعر بتحسن عن طريق حل المشكلات بينما تشعر هي بتحسن عن طريق التحدث عن المشكلات. وعدم فهم وقبول الاختلافات يخلق احتكاكات غير ضرورية في علاقاتنا.

    إن من الخطأ أن نتوقع أن يكون الرجل دوما على صلة بمشاعره العاطفية مثلما هو خطأ أن نتوقع أن تكون مشاعر المرأة دوما عقلانية ومنطقي.

    عندما تتعرض المرأة للضغط فانها تشعر غريزيا برغبة في الحديث عن مشاعرها وكل المشكلات التي يحتمل أن تكون مرتبطة بمشاعرها وعندما تبدأ في الحديث فانها لا تراعي أولوية اي مشكلة حسب أهميتها فعندما تكون متضايقة فانها تكون متضايقة من كل شئ كبيره وصغيره إنها غير مهتمة مباشرة بالعثور على حلول لمشكلاتها بل تبحث عن الراحة بالتعبير عن نفسها وبأن تكون مفهومة وبالحديث عشوائيا عن مشكلاتها تصبح أقل انزعاجا.
    وكما أن الرجل الواقع تحت ضغط يميل إلى التركيز على مشكلة واحدة وينسى الأخرى، فالمرأة الواقعة تحت ضغط تميل إلى التوسع وتصبح غارقة في كل المشكلات وبالحديث عن كل المشكلات المحتملة دون التركيز على حل المشكلة تشعر هي بالتحسن وعن طريق استكشاف مشاعرها بهذه الطريقة تكتسب وعيا أعظم بما يزعجها حقا ثم فجأة لا تعود غارقة جدا.
    لتشعر بالتحسن تتحدث النساء عن مشكلات ماضية ومشكلات مستقبلية ومشكلات محتملة وحتى عن مشكلات لا حل لها. وكلما كثر الحديث والاستكشاف كان الشعور بالتحسن أكبر هذه هي طريقة عمل المرأة وتوقع غير ذلك يعني إنكار مفهومها للذات.

    فالرجال يحفزون ويتمكنون عندما يشعرون بأن هناك من يحتاج إليهم

    معظم الرجال ليسوا فقط جائعين لمنح الحب بل إنهم يموتون جوعا له وأكبر مشكلتهم أنهم لا يدرون عظمة ماذا يفتقدون إنهم نادرا ما شاهدوا والديهم ينجحون في إرضاء أمهاتهم عن طريق البذل ونتيجة لذلك فإنهم لا يدرون أن مصدر إشباع رئيسي بالنسبة إلى الرجل يمكن أن يأتي عن طريق العطاء وعندما تفشل علاقاته يجد نفسه مكتئبا وعالقا بكهفه ويتوقف عن الرعاية ولا يدري لماذا هو مكتئب جدا.

    حين لا يشعر الرجل أنه يحدث أثرا إيجابيا في حياة شخص آخر فإنه من الصعب عليه أن يستمر في الاهتمام بنفسه وبعلاقاته ومن الصعب أن يكون محفزا عندما لا يحتاج إليه أحد وليصبح محفزا مرة أخرى فإنه يحتاج إلى أن يشعر بأنه مقدر حق قدره وموثوق به ومقبول. أن لا يحتاج أحد إليه يعتبر موتا بطيئا للرجل.

    لدى معظم الرجال القليل من الوعي بمدى أهمية أن تشعر المرأة بالدعم من قبل شخص يهتم، إن النساء يكن سعيدات عندما يعتقدن أن حاجتهن ستلبى. إن ما تحتاجه المرأة عندما تكون متضايقة غارقة مرتبكة منهكة أو فاقدة للأمل هو رفقة عادية تحتاج إلى أن تشعر أنها ليست وحيدة تحتاج إلى أن تشعر بأنها محبوبة ومعززة.
    إن التعاطف والتفهم والصدق والحنان يساعد كثيرا في معاونتها لتصبح أكثر تقبلا وامتنانا لدعمه. لا يدرك الرجال هذا لأن غرائزهم المريخية تدلهم على أنه من الأفضل أن تكون وحيدا إذا كنت متضايقا وعندما تكون هي متضايقة سيتركها بمفردها بدافع من الاحترام أو إذا بقي زاد الأمر سوءا عن طريق محاولة حل مشكلاتها. إنه لا يدرك غريزيا مدى أهمية القرب والمودة والمشاركة بالنسبة لها. إن أقصى ما تحتاج إليه هو شخص ما ينصت.

    الكثير من النساء اليوم متعبات من البذل إنهن يردن وقتا للراحة، وقتا لأستكشاف كينونتهن، وقتا للعناية بأنفسهن أولا. إنهن يردن شخصا ما يقدم دعما عاطفيا شخصا ما ليس عليهن رعايته.

    فمن النادر أن يعني الرجال والنساء نفس الشئ حتى عندما يستعملون نفس الكلمات على سبيل المثال عندما تقول امرأة "أشعر بأنك لا تنصت أبدا" لا تتوقع هي أن تأخذ كلمة "أبدا" حرفيا واستعمال كلمة "أبدا" يكون فقط طريقة للتعبير عن الاحباط الذي تشعر به في تلك اللحظة، إنها لا ينبغي أن تؤخذ كما لو انها معلومات حقيقية.

    حين يكون الرجل صامتا يكون من السهل على المرأة أن تتخيل الأسوء، لأن الأوقات الوحيدة التي تكون المرأة فيها صامتة هي عندما يكون ما ستقوله مؤلما أو عندما لا تريد التحدث إلى شخص، لأنها لم تعد تثق به ولا تريد أن يكون لها أي شأن به. لا عجب إذا أن تصبح النساء غير مطمئنات عندما يصبح الرجل فجأة هادئا.

    على النساء أن يتعلمن الكثير عن الرجل قبل أن تكون علاقتهما مشبعة حقا. إنهن يحتجن إلى أن يتعلمن أنه حين يكون الرجل متضايقا أو يعاني من ضغوط فأنه سيتوقف آليا عن الكلام ويدخل إلى "كهف لتدبير الأمور". ويحتجن إلى أن يتعلمن أنه لا أحد يسمح له بالدخول في ذلك الكهف، ولا حتى أعز أصدقاء الرجل.
    هكذا كان الأسلوب على سطح المريخ، يجب أن لا تصبح النساء مذعورات من أنهن أرتكبن خطأ شنيعا. إنهن يحتجن إلى أن يتعلمن تدريجيا أنه إذا تركن الرجال يدخلون إلى كهوفهم فقط فإنهم بعد زمن يسير سيخرجون وسيكون كل شئ على ما يرام.

    تتحدث النساء لأسباب مختلفة أحيانا تتحدث لنفس السبب الذي يتوقف الرجال بسببه عن الكلام، هذه أربعة أسباب شائعة لحديث النساء:
    1. لإيصال أو جمع معلومات (هذا عموما هو السبب الوحيد لحديث الرجل)
    2. لسبر واكتشاف ما تريد أن تقوله (يتوقف هو عن الحديث ليقرر في داخله ماذا يريد أن يقول وتتحدث هي لتفكر بصوت عالي)
    3. لتشعر بتحسن وتوازن أكثر إذا كانت متضايقة (يتوقف هو عن الحديث عندما يكون متضايقا وفي كهفه تكون لديه الفرصة ليهدأ)
    4. لخلق المودة فعن طريق البوح بمشاعرها الداخلية تكون قادرة على معرفة ذاتها الودودة (يتوقف المريخي عن الحديث لكي يجد ذاته مرة أخرى ويخشى أن يفقده كثير المودة ذاته.
    من دون هذا الفهم الأساسي لاختلافاتنا وحاجاتنا يكون من السهل إدراك لماذا يعاني الأزواج في علاقاتهم.

    كيف تساندين رجلا في كهفه

    • لا تستهجني حاجته إلى الانسحاب
    • لا تحاولي مساعدته بحل مشكلته بتقديم أي مقترحات.
    • لا تحاولي رعايته بطرح أسئلة حول مشاعره.
    • لا تجلسي عند باب الكهف تنتظرين.
    • لا تقلقي عليه أو تشعري بالأسى من أجله.
    • قومي بعمل شئ يجعلك سعيدة.

    ومما يثير السخرية أن الرجال يظهرون حبهم بعدم القلق فالرجل يتساءل "كيف تقلقين بشأن هذا الشخص الذي تعجبين به وتثقين فيه؟" والرجال عادة يساندون بعضهم بقول عبارات مثل " لا تهتم أنت قادر على معالجة الأمر" أو " هذه مشكلتهم ليست مشكلتك" أو " أنا متأكد من أن الحال سيصلح" يساند الرجال بعضهم بعضا بعدم القلق أو بالتقليل من شأن مشكلاتهم.

    كانت نانسي محبطة في علاقاتها قالت"ما زلت لا أعرف كيف أتقدم إلى رجل بانتقاد أو نصيحة" ماذا لو كانت آداب المائدة لديه بغيضة أو أن ذوقه في اللبس سئ للغاية ؟ مذا لو أنه شخص طيب ولكن أسلوبه في التصرف مع الناس يجعله يبدو حقيرا وهذا يسبب له مشكلات في علاقاته بالآخرين؟؟؟ ماذا علي أن أفعل؟؟؟ مهما كانت طريقة إخباري له...فإنه يغضب ويصبح دفاعيا أو ببساطة يتجاهلني "
    والاجابة هي أنها بلا ريب يجب أن لا تقدم نقدا أو نصحا إلا إذا طلب ذلك. بدلا من ذلك يجب عليها أن تحاول إعطائه تقبلا وديا هذا ما يحتاج إليه وليس إلى محاضرات وبمجرد أن يشعر بتقبلها سيبدأ يسأل عما تعتقد ولكن إذا أستشعر مطالبتها بأن يتغير فلن يطلب نصيحة أو أقتراحات إن الرجال يحتاجون إلى أن يشعروا بأمن تام قبل أن ينفتحوا ويطلبوا المساندة خصوصا في العلاقة الحميمة.

    وبينما يريد الرجل أن يوثق به ترغب المرأة في الرعاية فحين يقول رجل لامرأة " ما الأمر يا حبيبتي ؟" ونظرة اهتمام ترتسم على وجهه تشعر بالراحة لرعايته وحين تقول امرأة بنفس الطريقة لرجل " ما الأمر يا حبيبي؟" يمكن أن يشعر هو بإهانة أو خيبة. إنه يشعر كما لو أنها لا تثق بمعالجته للأمور.

    إن الرجال بحاجة إلى أن يجدوا أساليب لإظهار أنهم يهتمون والنساء بحاجة إلى أن يجدن أساليب لإظهار أنهن يثقن

    قلت لها إذا كانت تريد أن ترعاني فالطريقة التي أريد أن ترعاني بها عندئذٍ هي أن تحبني وتثق بي بلا قيد أو شرط. قلت لها "إذا تأخرت عن طائرتي لا تقولي لي لقد أخبرتك" ثقي بأني سأتعلم درسي وأتكيف تبعا لذلك. وإذا نسيت فرشاة أسناني أو عدة الحلاقة دعيني أتصرف بالأمر، ولا تخبريني عنها عندما أتصل بك". وبالوعي بما أريد أنا بدلا مما تريد هي كان من السهل عليها أن تنجح في تدعيمي.

    في إحدى المرات في رحلة إلى السويد لإلقاء ندوتي عن العلاقات اتصلت بكاليفورنيا من نيويورك "مخبرا بوني بأنني قد تركت جواز سفري في البيت كان رد فعلها بطريقة جميلة وودية للغاية لم تلقى علي محاضرة في أن أكون أكثر مسؤولية وبدلا من ذلك ضحكت وقالت" يا إلهي، جون يا لها من مغامرات، ماذا ستفعل؟"
    طلبت منها أن ترسل صورة جواز سفري بالفاكس للقنصلية السويدية وحلت المشكلة. كانت متعاونة للغاية لم تذعن قط لإلقاء محاضرة علي في أن أكون أكثر استعدادا، كانت فخورة بي أيضا لعثوري على حل لمشكلتي.

    ليس على المرأة أن تقمع مشاعرها أو حتى أن تغيرها لتساند شريكها لكنها تحتاج إلى أن تعبر عنها بطريقة لا تجعله يشعر بأنه مهاجم أو متّهم أو ملوم، فالقيام بقليل من التغييرات البسيطة يؤدي إلى إحداث فرق عظيم.

    كلما تعلم الرجل الانصات وتأويل مشاعر المرأة بطريقة صحيحة يصبح الاتصال أسهل كما هو الحال في أي فن، الانصات يتطلب ممارسة في كل يوم

    عندما يبرز سوء فهم تذكر أننا نتحدث بلغات مختلفة، خذ الوقت الكافي لترجمة ما يقصد إليه شريكك حقا، أو ما يريد أن يقوله. هذا بكل تأكيد يتطلب تدريبا ولكن الأمر يستحق.

    الرجال مثل الأحزمة المطاطية عندما ينسحبون! يستطيعون الابتعاد بمقدار فقط قبل أن يرتدوا للخلف، إن الحزام المطاطي هو المجاز المثالي لفهم دورة المحبة الذكرية، هذه الدورة تقتضي الاقتراب، ثم الانسحاب، ثم الاقتراب مرة أخرى.
    معظم النساء يندهشن حين يدركن أنه حتى عندما يحب الرجل امرأة فإنه يحتاج دوريا إلى أن ينسحب قبل أن يتمكن من الاقتراب، والرجال يشعرون فطريا بهذه الدفعة إلى الانسحاب، إنها ليست قرارا أو أختيارا إنها تحدث فقط، والأمر ليس خطؤه ولا خطؤها إنها دورة طبيعية.

    والرجل ينسحب لإشباع حاجته للحرية أو الاستقلال وعندما يبلغ مداه بالكامل يرتد فورا بعد ذلك للوراء، وعندما ينفصل تماما سيشعر فجأة بعد ذلك بحاجته للحب والمودة مرة أخرى ، وسيكون بصورة آلية محفزا أكثر لبذل محبته وتلقى الحب الذي يحتاج إليه وعندما يرتد الرجل إلى الوراء فإنه يشرع في العلاقة على أي مستوى من المحبة كانت عندما ابتعد.

    أدركت ماغي أنها عندما كانت تحاول أن تتقرب بينما كان جيف يحاول أن يتبعد فإنها كانت في الحقيقة تمنعه من أن يتمدد إلى كامل مسافته ومن ثم يرتد إلى الوراء وبالجري وراءه كانت دائما تمنعه من الشعور بأنه يحتاج إليها وأنه يرغب في أن يكون معها لقد أدركت أنها كانت تفعل ذلك في كل علاقة لقد أعاقت دون علمها دورة مهمة وبمحاولة المحافظة على المحبة حالت دونها.

    إذا لم يحصل الرجل على الفرصة للانسحاب، فإنه لن يجد أبدا حظه في الشعور برغبته القوية في الاقتراب. من الضروري للنساء أن يفهمن أنهن إذا أصررن على مودة مستمرة أو جرين خلف شريكهن الحميم من الذكور عندما يبتعد، فإنه حينئذٍ سيحاول دائما أن يهرب وينأى بنفسه. إنه لن يجد الفرصة أبدا لكي يشعر بشوقه المتقد للحب.

    يبدأ الرجال في الشعور بحاجتهم إلى الاستقلال والحرية بعد أن يشبعوا حاجتهم إلى الحب، وبصورة آلية عندما يبدأ هو في الانسحاب تبدأ هي في الشعور بالذعر إن ما لا تدركه هو أنه عندما ينسحب ويشبع حاجته إلى الاستقلال سيشعر عندها فجأة بالرغبة في أن يكون ودودا مرة أخرى فالرجل يتعاقب آليا بين احتياج الحب واحتياج الاستقلال.

    الرجال مثل الأحزمة المطاطية.

    عندما ترغب المرأة في التحدث أو تشعر بالحاجة إلى التقرب يجب عليها أن تقوم بالتحدث ولا تتوقع من الرجل أن يستهل المحادثة، ولبدء محادثة من الضروري أن تكون هي البادئة بالمشاركة، حتى ولو كان لدى شريكها القليل مما يقوله، وعندما تقدر له إنصاته سيكون لديه بالتدريج ما يقوله.

    يصعب الأمر على الرجل عندما تطالبه المرأة بأن يتحدث. إنها من دون علم تطفئه عن طريق استجوابه خصوصا عندما لا يشعر بالحاجة إلى أن يتحدث والمرأة تفترض خطأ أن الرجل "يحتاج إلى أن يتحدث" وبالتالي "يجب أن يتحدث" إنها تنسى أنه من المريخ وأنه لا يحتاج إلى الحديث بدرجة كبيرة.

    أدركا ماذا حدث، لقد كانا يقضيان وقتا أكثر من اللازم مع بعضهما، كان جيم وليسا يحتاجان أن يقضيا وقتا أكثر منفصلين.
    عندما يقترب الرجل أكثر من اللازم ولا ينسحب فالأعراض الشائعة هي ازدياد المزاجية، وسرعة التهيج، والسلبية، والدفاعية، لم يتعلم جم كيف ينسحب؟ كان يشعر بالإثم لقضاء بعض الوقت بمفرده لقد كان يعتقد أنه من المفترض أن يشارك زوجته كل شئ.

    ......

    ....

    ....

    عدد زوار المدونة: