الأسود يليق بك ~ أحلام مستغانمي.

    دونها: السعيد بوحملة التصنيف: »

    الأسود يليق بك ~ مدونة أفنان
    اقتباساتي من الكتاب:


    الإعجاب هو التوأم الوسيم للحب.

    كانت أصغر من أن تعي بؤس امرأة تواجه أرذل العمر دون ذكريات جميلة.

    لا أحد يخير وردة بين الذبول على غصنها..أو في مزهرية. العنوسة قضية نسبية. بإمكان فتاة أن تتزوج وتنجب وتبقى رغم ذلك في أعماقها عانساً، وردة تتساقط أوراقها في بيت الزوجية.

    الحب هو اثنان يضحكان للأشياء نفسها، يحزنان في اللحظة نفسها، يشتعلان وينطفئان معا بعود كبريت واحد، دون تنسيق أو اتفاق.

    ..لو أصرخ مثلا وأقول إنك ذبحتني وأنت ترفعين خصلة شعرك، أو تنسين زرّا مفتوحا أعلى ثوبك، لن يأتي أحد لنجدتي، فالقتل إغراءً لا يعتبر عنفاً..لأنه جريمة غير معلنة تحبّب للضحية موتها.

    الحياء نوع من أنواع الأناقة المفقودة، شيء من البهاء الغامض الذي ما عاد يُرى على وجوه الإناث.

    لا حب يتغذى من الحرمان وحده، بل بتناوب الوصل والبعاد، كما في التنفس. إنها حركة شهيق وزفير، يحتاج إليهما الحب لتفرغ وتمتلئ مجددا رئتاه. كلوح رخامي يحمله عمودان إن قربتهما كثيرا اختلّ التوازن، وإن باعدتهما كثيرا هوى اللوح..إنه فنّ المسافة.

    يوم كان العشاق يموتون عشقاً، ما كان للحب من عيد. اليوم أوجد التجار عيداً لتسويق الأوهام العاطفية.

    ..كان يحب الجاذبية الآسرة للبدايات، شرارة النظرة الأولى، شهقة الانخطاف الأول.
    كان يحب الوقوع في الحب.

    ..يعنيه فضولها، ترقّبها، حيرتها. يودّ أو يدخل حياتها علامة استفهام جميلة، تغدو مع الوقت علامة تعجّب..فعلامة إعجاب ! هكذا تُكتب قصص الحب الكبيرة. كل ما يأتي على عجل يمضي سريعاً، وكل ما نكتسبه بسرعة نخسره بسهولة. وهو بلغ من الحكمة عمرا، أصبحت فيه متعة الطريق تفوق متعة الوصول، وانتظار الأشياء أكثر شهوة من زهو امتلاكها.

    الحب هو ذكاء المسافة، ألا تقترب فتلغي اللهفة، ولا تبتعد طويلاً فتُنسى. ألا تضع حطبك دفعة واحدة في موقد من تحبّ. أن تبقيه مشتعلا بتحريككَ الحطب ليس أكثر، دون أن يلمح الآخر يدك المحركة لمشاعره ومسار قدره.

    في كل امرأة تنام قطة يقتلها الفضول.

    إنها لن تراه أبدا. لكن الرجال هكذا.. يأتون عندما نكّف عن انتظارهم، ويعودون عندما يتأكدون أننا ما عدنا معنيين بعودتهم.

    إن المكان طرف ثالث في أي موعد أول.

    الأسهل ليس الأجمل "إذا كان الطريق سهلا فاخترع الحواجز".

    وأنت: ألا تحب الشوكولا؟
    طبعاً، ولكن أنا سيد شهواتي.

    كان حبهما ابنًا شرعيًا لقدر ثمل بتهكم الأضداد. "لا تذهبي بقلبك كله" قال لها عقلها. ولكنها ذهبت بعقلها كله .. وعادت بلا عقل.

    الكبرياء أن تقول الأشياء في نصف كلمة. ألاّ تكرر. ألاّ تصرّ. أن لا يراك أحد عاريًا أبدا. أن تحمي غموضك كما تحمي سرّك.

    لاحقا أدرك أن "ما قد يبدو لك خسارة قد يكون هو بالتحديد الشيء الذي سيصبح فيما بعد مسؤولا عن إتمام أعظم إنجازات حياتك".

    ليس البكاء، وإنما الكبرياء، هي الأداة الملائمة في موقف كهذا. وهي في هذا المجال بالذات لا تحتاج إلى دروس، إن كانت مبتدئة في الحب فهي طاعنة في التحدي.

    كان يمكن للقتل أن يكون لأي سبب، ويمكن للقاتل أن يحمل أي وجه، فالكل يشك في الكل، وكل دم مستباح، حتى دم الأقارب والجيران، مادام القاتل على قناعة أن يقتل بيد الله لا بيده. "تصف العشرية السوداء بالجزائر"

    استسلمت لذراعيه ولخدر النشوة، شعرت أنها ثملة بالقُبل، بكل الوعود التي منحتها شفتاه، لثما وتقبيلا، معه لا شيء كان يبدو فضيحة، على مرأى من السماء، من نهر السين، ومن برج إيفل، أصبحت امرأة، بقبلة عمرها سبع وعشرون سنة من الانتظار.

    دوما يعاكس الحب توقعات العشاق، هو يحب مباغتتهم، مفاجأتهم حينا، وحينا مفاجعتهم، لا شيء يحلو له كالعبث بمفكراتهم، ولخبطة كل ما يخطونه عليها من مواعيد. ما الجدوى من حمل مفكرة إذاً..إن كان هو يملك الممحاه والقلم.

    ليس من الرجولة الخوض في حضرة امرأة في موضوعين: المال و "الفتوحات الرجالية". وحدهم الأثرياء الجدد يتبجحون بثرائهم..والمحرومون من صحبة النساء بياهون بعلاقاتهم.

    البيت يصنع جماله من يقاسموننا الإقامة فيه.

    أجمل لحظة في الحب هي ما قبل الاعتراف به. كيف تجعل ذلك الارتباك الأول يطول، تلك الحالة من الدوران التي يتير فيها نبضك وعمرك أكثر من مرة في لحظة واحدة.. وأنت على مشارف كلمة واحدة.

    يقول فكتور هيغو: "بعد الاعتراف الأول ، لا تعود كلمة أحبك تعني شيئا". لذا دافع كبار العشاق ، عن شرف الكلمات "البكر" التي خلقت لتلفظ مرة واحدة. فبالنسبة لهؤلاء كلمة "أحبك" حدث لغوي جلل.

    .. لكننا لا نعرف كيف نروي الحلم عندما نستيقظ منه، لا شيء فيه يشبه ما نعيشه عادة..

    لابد من ممازحة الموت أحياناً، وإلا قتلك قبل أوانك.

    ..لأن أمن الوطن لا يتحقق إلا على حساب العدل، عمّ السلم المدني، وانفقد السلام الذاتي، فالضحايا ليست لهم صفة الضحية، مادام المجرم لا يحمل صفة مجرم.

    سافرت بأحاسيس متناقضة لم تعرفها من قبل، لم يحدث أن وضّبت حقيبة للهفة، ولا أخذت تذكرة للسعادة، لأول مرة أصبح للحب مطار وعنوان.. وبيت ينتظرها فيه رجل.
    بدل أن تسعد أصيبت بذعر السعادة.

    حل بينهما صمت مباغت. شلتهما الرغبة في انجرافهما المحموم، لكأنه قبّلها بجملة. تسمّر كل منهما مكانه. كانا على بعد متر أحدهما من الآخر. على هذه المسافة بدأ بينهما خدر قبلة لم تبدأ بعد. تقدّم نحوها ملتهما شفتيها..ثم ترك لها جحيم شفتيه ومضى.

    ثمة شقاء مخيف، يكبر كلّما ازداد وعيُينا بأن ما أحد يستحق سخاءنا العاطفي، ولا أحد أهلٌ لأن نهدي له جنوننا.

    الحب الكبير يولد في حياء الغموض، هكذا اعتقدت دائما. ألا يراك أحد عاريًا. أن يتخيل كل شيء فيك. وهي غير جاهزة أن تخلع مبادئها دفعة واحدة من أجله. ولكنّها تريده، ولا تدري ما تريد منه بالتحديد، وتخافه، وتشتهي ما يخيفها فيه، هي معه لا لمقاسمته ما يملك، بل لتكتشف ما كانت تملك ولا تدري به.

    كلّما أحبت امرأة رجلا تمنّت لو كانت عذراء، لكنها عنما تكون عذراء تحزن لأنها لا تملك جسدها.

    بدا لها شهيا ومخيفا في آن. يدخل حياة امرأة دخول الطغاة يلغي ل تاريخ قبله. واثقا ألا أحد سيأتي بعده.

    ينهار صمودها. تهاتفه. لا يردّ. تبكي..ويضحك الحب.
    سيظل يخطئ في حقها ثم يمنّ عليها بالغفران، عن ذنب لن تعرف أبداً ما هو، لكنها تطلب أن يسامحها عليه.
    هكذا هنّ النساء إن عشقن.

    كيف وقع تحت فتنة هذه الأنثى؟ هل لأنها أهدته رجولته؟ أم لأنه يطمع أن تهديه إنسانيته؟ برغم براءتها تلك تزعجه، وعنادها يتعبه، ثمة إغراء في أن تكون المرأة ماكرة ومتطلبة. يطمئنه أن تستغله، كيف يرتاح لامرأة لا تحتاج إليه؟

    كسدّ تحطمت حواجزه، كان بعد كل قطيعة يعود أكثر ولها وتلهفا وتدفقا، فيجرفها الشوق المستبد إليه..ويحملها الطوفان من جنون إلى آخر.

    الفقير ثري بدهشته، أما الغني ففقير لفرط اعتياده على ما يصنع دهشة الآخرين.

    لن تسأله لماذا كل تلك القسوة، ولماذا يغدق عليها اليوم بكل هذه النشوة؟ دومًا كان جامحا في مجيئه، صارما في رحيله، يملك طغيان البحر مدا وجزرا.

    السعادة ليست فيما تملك..ولكن الشقاء في ما لا تملك.
    غالبا ليس بإمكان ما تملك أن يصنع سعادتك، بينما أن الذي تفتقده هو الذي يصنع تعاستك.

    لم يصدق كلامها، هو يعرف النساء، ويعرف الحب أكثر منها، ويدري أنها ستنهزم وتعود إليه يوما لتقول عكس ما تقوله الآن، لذا لن يناقشها، سيتظاهر بأنه يوافقها، وأنهما لابد أن يفترقا. إنها نقلة الشطرنج القاتلة لأية امرأة، يكفي أن تجلس أمامها وتدعها تلعب ضد نفسها، وعندما تخسر كل شيء، لا تمنحها فرصة ثانية..قف وأعلن أن الطاولة رفعت، واللعبة انتهت، واستمتع بالتفرج عليها وهي تعود لتتمسح بقدميك كقطة، عساها تستعيدك.

    لقد غدت يتيمة مرتين، ليس الحب وحده ما فقدت، بل تلك القوة الأبوية الرادعة التي كانت تطوقها بالأسئلة، وتحاصرها بالغيرة، اليتم العاطفي هو ألمك السري أمام كل خيار، لأنك في كل ما تفعلينه لا تقدمين حسابا لأحد سوى نفسك، كأن لا أحد يعنيه أمرك.

    أقدرها أن تلجأ لطاغية كلما هربت من آخر. كالشعوب التي تستبدل بالطغاة الغزاة. كل من استنجدت به كان ينوي احتلالها.

    الأحلام التي تبقى أحلاما لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو على ما حدث مرة واحدة، وما كنا ندري أنه لن يتكرر.

    إنه الحنين لم تركناه خلفنا ولن نعود إليه. أماكن جميلة تتمنى لو أنك لم ترها حتى لا تحزن،، لحظات باهرة، تندم أنك عشتها كي لا تتذكّر. رجال مدهشون، تود لو أنك لم تلتق بهم، كي لا تبكيهم ما بقي من عمر، كما لو أنهم رحلوا.

    ..الحقيقة لا شيء سواه كان يعنيها، كانت تكرهه بقدر ماتحبه، وتتمرد عليه وتتمناه، وتحنّ إليه سرًا وعلنا تتحداه، وتصمد أيامًا، ثم تنهار أحيانا باكية، أمام سؤال لا تملك له جوابًا: كيف حدث كل هذا؟.

    هذا ما أدركه متأخرًا، وهو يحاول أن يقنع نفسه بأن أجمل قصص الحب هي تلك المعلقة، وأجمل المتع تلك الناقصة، وأن الحياة اختارت له معها أجمل النهايات.

    عندما يفترق اثنان لا يكون آخر شجار بينهما هو سبب الفراق. الحقيقة يكتشفانها لاحقًا بين الحطام، فالزلزال لا يدمر إلا القلوب المتصدعة الجدران والآيلة للانهيار.

    عندما تعرف كل شيء عن الآخر، ويعرف عنك أكثر مما كان يجب أن يعرف، لا بدّ أن تفترقا، الحبّ وهم، لا يصمد أمام الأضواء الكاشفة، لقد عرفت هذه الفتاة سره الأبعد عمقا، وهو لا يستطيع أن ينسى أنها استمتعت وهي تراه لبرهة عاريًا من هالته.
    أيقظت فيه قسوة لا عهد له بها، لعلّها أمراض الرجولة. في لحظة ضعف يكشف رجل لامرأة سرّه، ثم يشرع لاحقا في تأنيبها لينسيها ما باح به، يتمادى في إذلالها ليشككها في ما سمعته، في صدّها، في هجرها، لتبحث عن الأسباب خارج السبب الحقيقي. لا يغفر الرجل لامرأة رأته في لحظة ضعفه.

    عدد زوار المدونة: